مصر نموذج تنموي عربي
مقدمة:
تشكل مصر قوة اقتصادية مهمة في العالم العربي و النامي، فما مقومات قوتها الإقبصادية ؟ و بماذا يتميز هذا النموذج التنموي العربي؟
I _ الخصائص العامة و دور الإصلاحات في تنمية الإقتصاد المصري:
أ - المميزات الطبيعية و البشرية في مصر:
* تتكون الأراضي المصرية من وحدات كبرى أساسها السهول و المنخفضات و التي يعتبر وادي النيل أهمها إضافة إلى الهضاب و الجبال ، و يغلب على مصر مناخ صحراوي .
* و يعتبر المناخ الصحراوي عائقا أساسيا في وجه التنمية الإقتصادية المصرية، و خاصة الفلاحة
* تعرف مصر نموا ديموغرافيا مهما حيث بلغ عدد السكان سنة 2004 حوالي 76,1 مليون نسمة ، و تمتاز بارتفاع معدل التكاثر الطبيعي، و فتوة البنية البشرية إذ تبلغ نسبة السكان البالغة أعمارهم ما بين 15 و 65 سنة حوالي 60.5 % و هو ما يشكل دعامة أساسية للإقتصاد الوطني ، غير أن توزيعهم يخضع للظروف الطبيعية فارتفعت في مصب النيل " دلتا النيل "
ب - دور الإصلاحات في تنمية القوة الإقتصادية المصرية:
* احتلت مصر المرتبة 39 عالميا سنة 2000 من حيث الناتج الإجمالي الداخلي الخام PIB
كما احتلت مكانة مهمة في الدخل الفردي ( PIB/hab ) و نسبة النمو الإقتصادي و انخفاض البطالة و مستوى التنمية البشرية I.D.H و شكلت بذلك قوة اقتصادية مهمة في العالمين العربي و النامي..
* و لقد عرفت مصر مرحلتين من الإصلاحات:
أ - الإصلاحات الليبرالية ( 1971-2004 ) :
|
أ - الإصلاحات الناصرية ( 1952-1971 ) :
|
الفلاحة:
* التراجع عن مكتسبات ثورة 1952 و إرجاع الأراضي إلى أصحابها، جلب الإستثمارات الأجنبية و نهج أسلوب الخوصصة.
|
الفلاحة:
* 1952 الإصلاح الزراعي : مصادرة أراضي الملاكين الكبار و توزيعها على الفلاحين الصغار . تأميم الأراضي و إنشاء التعاونيات . تحديث الفلاحة ، مشاريع الري ( السد العالي 1960 )
|
الصناعة:
* تقوية دور القطاع الخاص و تشجيع لإستثمارات الأجنبية (1974)
|
الصناعة:
* إنشاء قاعدة صناعية في مخططات( 1960-1965 ) و (1966-1972)
تأميمي وسائل الإنتاج ( مناجم ، مصانع، ... )
|
التجارة:
* تحرير التجارة و المبادلات.
|
التجارة:
* نأميم قناة السويس، و المؤسسات التجارية الكبرى، خضوع المبادلات لمراقبة الدولة
|
II - مميزات الفلاحة و الصناعة و مكانة السياحة و التجارة في الإقتصاد المصري:
أ - مميزات الفلاحة و الصناعة و ركائزهما في مصر:
* يغلب على الأراضي في مصر طابع صحراوي لذلك اقتصر المجال الفلاحي على وادي النيل و رغم ذلك فإن الفلاحة تلعب دورا مهما في الإقتصاد المصري بفعل قوة التنظيم البشري مما جعلها تحتل رتبا مقبولة في مجال الحبوب و الأرز و قصب السكر و القطن... نتيجة الإعتماد على الزراعة المسقية.
* و تتوفر مصر على ثروات طبيعية مهمة منها النفط و الغاز الطبيعي و ، الحديد و الفوسفاط..و تتمركز أساسا في منطقة الصحراء الشرقيةو هو ما يفسر تنوع الإنتاج الصناعي ( صناعة أساسية ، كيماوية ، استهلاكية... ) و تتجمع في معظمها على الساحل و بمحاذاة نهر النيل.
ب - مكانة السياحة و التجارة في الإقتصاد المصري:
* تتوفر مصر على مؤهلات سياحية متنوعة منها : المقومات التاريخية : ( أهرامات، معابد فرعونية، مواقع أثرية إسلامية...) و مقومات طبيعية: ( صحراء، سواحل على البحر الأحمر و الأبيض المتوسط ) و مقومات تجهيزية ( شبكة طرق و مطارات و فنادق و منتجعات..)
* و تتوزع مصادر العملة الصعبة في مصر على الشكل التالي:
عائدات أخرى
|
صادرات الصناعة و الفلاحة
|
النفط و المعادن
|
قناة السويس
|
العمال بالخارج
|
السياحة
|
5.6 %
|
19.8 %
|
14.2 %
|
11.1 %
|
22.8 %
|
26.5%
|
* و رغم ارتفاع المداخيل يظل الميزان التجاري يسجل العجز إذ تمثل قيمة الصادرات: 7.5 مليار دولار في حين تبلغ قيمة الواردات: 15.4 مليار دولار
ІІІ – تواجه مصر مجموعة من المشاكل:
أ ـ المشاكل الطبيعية:
تعاني مصر من قساوة الظروف الطبيعية، حيث تغطي الصحاري مساحات شاسعة من البلاد، كما أن التساقطات تقل كلما اتجهنا من الشمال نحو الجنوب لانتشار المناخ الصحراوي وشبه المداري.
تعتبر قلة الأراضي الزراعية من المعيقات الاقتصادية بمصر، فالمناطق الصالحة للزراعة تتركز فقط على طول وادي النيل ودلتاه أو بالقرب من الواحات، لهذا فمعظم المشاكل الطبيعية التي تعاني منها مصر مرتبطة بقلة المياه.
ب ـ المشاكل الاقتصادية:
تواجه مصر مشاكل اقتصادية حقيقية تتجلى في ارتفاع حجم الديون الخارجية التي تصل إلى 30 مليار دولار، مما يرهن مالية الدولة لدى المؤسسات المالية العالمية ويصرف عائداتها في أداء الديون وجدولتها عوض استثمارها في مشاريع اقتصادية.
يعاني الميزان التجاري المصري من عجز مستمر لكون حجم قيمة الواردات يفوق بكثير حجم قيمة الصادرات لأن البلاد تصدر المواد الأولية ( الطاقية والفلاحية) في حين تستورد المنتجات المصنعة ونصف المصنعة.
ج ـ المشاكل الاجتماعية:
من المشاكل الاجتماعية التي تبذل مصر مجهودات كبيرة للتخفيف منها مشكل البطالة الناتج عن عدم مسايرة النمو الديمغرافي للتطور الاقتصادي، حيث أن عدد العاطلين حسب الإحصائيات الرسمية يتجاوز ثلاثة ملايين عاطل مما يشكل عائقا أمام كل نمو اقتصادي.
|
اليابان قوة تكنولوجية
_small1.jpg)
مقدمة:
تمكن اليابان من تخطي ضعف الإمكانيات الطبيعية ، ليصبح قوة اقتصادية عالمية ، تشغل فيه الصناعة حوالي 34 % من السكان النشيطين و تساهم بحوالي 40 % من الناتج الوطني الإجمالي محققا 14 % من الإنتاج الصناعي العالمي، كما يحتل الرتبة الثانية في التجارة العالمية
فأين تتجلى هذه القوة التكنولوجية؟ وما هي مقوماتها، ومعيقاتها؟
1 - رغم ضعف الثروات يحتل اليابان مكانة هامة في الصناعة العالمية:
* يرتبط اقتصاد اليابان بالخارج لسد فقره من الثروات المعدنية و الطاقية كما يبدو من الجدول :
|
البترول
|
الغاز
|
الفحم
|
الحديد
|
البوكسيت
|
الصوف
|
الإستيراد %
|
99.9 %
|
98 %
|
90 %
|
100%
|
100 %
|
100 %
|
غير أن ارتفاع نسبة السكان النشيطين وحيويتهم مع انخفاض الأجور ساعدت على انخفاض التكاليف و القدرة على المنافسة الخارجية إضافة إلى حب اليابانيين لعملهم و تفانيهم فيه مع اعتبارهم سوقا استهلاكية لم تبلغ بعد مستوى التشبع، كما يساعد التركيز الرأسمالي على التطور الصناعي إذ تهيمن عليه مؤسسات صناعية كبرى تدعى كيريتسو و من أهمها : سوميتومو و ميتسوبيشي و تلافيا للأزمات نهجت اليابان سياسة تهدف إلى تقليص الصناعات الثقيلة و الإعتماد على الصناعات المتطورة المرتكزة أساسا على المهارة و يسهل تصديرها إضافة إلى تكوين شركات مختلطة بالخارج لتفادي الحمائية و خاصة في أمريكا الشمالية: 44 % أوروبا 20 % آسيا 18 % ....
* و لقد ساعدت هذه العوامل على تطور الصناعات اليابانية.
2 - تساهم المبادلات اليابانية في ترويج فائض الإنتاج :
* تعرف التجارة الداخلية اليابانية رواجا كبيرا بفضل ارتفاع عدد السكان ، كما ازدهرت التجارة الخارجية نتيجة كثافة الإنتاج و قلة التكاليف مما يسهل المنافسة إضافة إلى خضوع المبادلات لشركات كبرى تدعى سوكوشوشا SOGOSHOCHA و التي تتوفر على شبكات توزيع تعمل على البحث على الأسواق و الحد من المنافسة الخارجية ، و من العوامل التي ساعدت على تطور المبادلات اليابانية توفر أسطول ضخم و متنوع هو الثالث عالميا مع سواحل طويلة و ذات إمكانية وجود مرافئ طبيعية .
*و تحتل اليابان الرتبة الثالثة عالميا بعد الولايات المتحدة الأمريكية و ألمانيا ...
خاتمة :
يلاحظ من تركيب التجارة اليابانية ارتباطها بالخارج للتزود بالمواد الأولية و الطاقية و تصريف فائض الإنتاج الصناعي
روسيا و رهانات التحول

مقدمة:
ظهرت روسيا الإتحادية بعد تفكك الإتحاد السوفياتي ، تصل مساحتها إلى حوالي : 17075400Km2 و يصل عدد السكان بهذه الجمهورية إلى:144000000hab خرجت من النظام الإشتراكي إلى تطبيق نظام اقتصاد السوق،فما هي مظاهر التحول الذي شهدته روسيا؟ و ما هي النتائج المترتبة عن هذا التحول؟
I - معظم أراضي روسيا منبسطة و تغلب عليها القارية:
1 - تمتاز التضاريس بكثرة الإنبساط:
* تمتد السهول غرب نهر اينيسيي، و تتشكل أساسا من قسمين:
أ - السهل الروسي الغني بتربة التشيرنوزيوم
ب- سهل سيبيريا الغربية و الذي تتخلله مجموعة كبيرة من المستنقعات
* أما الهضاب فتشكلها خاصة سيبيريا الوسطى ذات الصخور الصلبة مما جعلها تعرف عدة انكسارات أهمها الأخدود الذي تشغله بحيرة بايكال.
* و تتكون المرتفعات من كتل قديمة تمثلها جبال الأورال الغنية بالثروات الطبيعية، و الجبال الحديثة التي تنتصب في الشرق و الجنوب، و تعرف حركة نتيجة براكينها النشيطة.
2 - مناخ روسيا شديد القارية:
نظرا لترتيب التضاريس ( انبساط الشمال و ارتفاع الشرق و الجنوب ) ، و الموقع العرضي فإن روسيا تعرف توغل الكتل الهوائية القطبية و ضعف تسرب الهواء المحيطي فانتشر المناخ القاري إذ تتعدى فترة التجمد الأربعة أشهر في جل الأراضي الروسية مما يعيق النشاط الفلاحي. و قد يتسبب ذوبان الجليد في انتشار الوحل { الراسبوتيتزا }
 |

|
 |
 |
 |
تحرر التربة من الجليد |
الطايكا
|
الأنهار شتاء
|
التوندرا
|
II - اتجهت روسيا الإتحادية من النظام الموجه إلى النظام الليبيرالي:
* تفكك الإتحاد السوفياتي بعد سنة 1991 مما أدى إلى زعزعة النظام الإشتراكي و ظهور مجموعة من المشاكل تطلبت إحداث تعديلات جذرية مما سمح بظهور المرحلة الليبيرالية و التي تعتمد على أسس اقتصاد السوق و المبادرة الحرة و تشير الخطاطة إلى أهم مظاهر النظام الإقتصادي في روسيا:
التنظيم الإقتصادي في روسيا
|
|
المرحلة الليبرالية ( ابتداء من 1991 )
اقتصاد السوق
|
المرحلة الإشتراكية (1917-1991 )
اقتصاد موجه
|
خوصصة الأراضي: تشجيع الملكيات الفردية
إنشاء المقاولات الفلاحية
|
تأميم الأراضي:الكولخوزات( أراضي جماعية )
السوفخوزات (أراضي الدولة )
|
الفلاحة
|
خوصصة المؤسسات الصناعية / خلق مقاولات خاصة / تشجيع الإستثمار الأجنبي / الإهتمام بالصناعات الإستهلاكية
|
التخطيط المركزي: تأميم المناجم و المعامل
الإهتمام بالصناعات الأساسية و العسكرية
|
الصناعة
|
تحرير القطاع التجاري: إنشاء مؤسسات تجارية خاصة
الإنفتاح على الخارج : حرية المبادلات التجارية
|
تأميم المؤسسات التجارية
مراقبة الدولة للقطاع التجاري الداخلي و الخارجي
|
التجارة
|
III - تضم روسيا الإتحادية إمكانيات معدنية وطاقية تساهم في تطور الصناعة:

* يلاحظ أن روسيا الإتحادية هي البلد الصناعي الوحيد الذي يتوفر على الإكتفاء الذاتي في إنتاج مصادر الطاقة مع توفرها على معادن متنوعة مما جعلها تعطي الإهتمام بالمجال الصناعي و خاصة الصناعات الأساسية في مناطق الكوزباس ، الأورال ، و الكورسك...مشتملة على عدة أنواع أهمها : الصلب ، الألمنيوم ، البتروكيمياء.... كما تطورت الصناعات التجهيزية و خاصة: غزو الفضاء و الصناعات العسكرية و الإلكترونيك ... إضافة إلى الصناعات الإستهلاكية كالنسيج و الصناعات الغدائية و الميكانيكية... إلا أنها تظل غير قادرة على سد الحاجيات
* و يتجه النشاط التجاري نحو التحرر من احتكار الدولة حيث تحررت التجارة الخارجية منذ 1986 و 1988 و تحررت الأسعار منذ سنة 1992 ، و لا تزال التجارة الخارجية ضعيفة على المستوى العالمي .. و تمتاز المواصلات بالضعف نتيجة عدة عقبات منها تجمد الأنهار و البحار و انتشار الراسبوتيتزا...
أهم الصادرات في روسيا
 |
النفط و الغز الطبيعي
|
|
مواد أخرى
|
|
المعادن
|
|
منتوجات مصنعة و تجهيزية
|
|
الأسلحة
|
|
مواد فلاحية
|
|
خاتمة :
إن صعوبة الظروف الطبيعية و اهتمام الدولة بالصناعات العسكرية و الأساسية على حساب باقي القطاعات الإقتصادية هي العوامل التي جعلت الإنتاج الإستهلاكي لا يكفي لسد حاجيات المواطنين فاضطرت الدولة للإستيراد كما دفعتها المشاكل الإقتصادية للإقتراض و البحث عن المساعدات الأجنبية لسد العجز.
مقدمـة :
تحولت روسيا بعد سنة 1991 من قوة اقتصادية فاعلة إلى مجرد هامش مندمج في المجال العالمي.
- فما هي الخصوصيات الطبيعية والبشرية والصناعية لروسيا؟
- وما هي أهم التحولات التي عرفتها؟ - وما المشاكل التي تعاني منها؟
І – تتعدد الخصوصيات الطبيعية والبشرية والصناعية لروسيا:
1 ـ الخصوصيات الطبيعية:
يغلب على تضاريس روسيا طابع الانبساط، ويشكل نهر إينيسي فاصلا بين أهم السهول الممتدة غربا (سهول سيبيريا الغربية) والتي تتخللها مستنقعات وتغطيها تربة التشيرنوزيوم الخصبة، وبين الهضاب الممتدة شرق النهر والتي هي عبارة عن صخور قديمة، أما الجبال فتتكون من كتل قديمة تمثلها سلسلة جبال الأورال ومن جبال حديثة مرتفعة بالشرق والجنوب تتخللها البراكين.
تقع معظم أراضي روسيا بأقصى شمال الكرة الأرضية، مما يجعلها منفتحة على المؤثرات القطبية الباردة والجافة، حيث تقل درجة الحرارة عن الصفر ببعض المناطق أكثر من ثمانية أشهر في السنة، ومما يزيد من قساوة المناخ ضعف المؤثرات البحرية وامتداد الحزام الجبلي بالشرق والجنوب الذي يمنع دخول المؤثرات المدارية.
2 ـ الخصوصيات البشرية:
يبلغ عدد سكان روسيا حوالي 144.5 مليون نسمة، وقد عرفت نسبة التكاثر الطبيعي تراجعا ملحوظا بسبب صعوبة الحياة اليومية وتزايد نسبة الفقراء.
تبلغ الكثافة العامة للسكان 8.6 نسمة في الكلمتر المربع، إلا أنها تختلف من منطقة لأخرى حسب الظروف الطبيعية والتاريخية والاقتصادية، إلا أن حوالي 80 % من السكان يتجمعون بالغرب (القسم الأوربي) والجنوب الغربي (58 % من مساحة البلاد)، وأهم المدن موسكو، سان بترسبورغ.
3 ـ الخصوصيات الصناعية:
تتركز أكبر المناطق الصناعية بالقسم الأوربي غربا، وتضم مراكز للصناعة الثقيلة وصناعة السيارات بالإضافة إلى مركبات كبرى للنسيج ومعالجة الخشب والورق بجانب مراكز للبحث ومختبرات للتكنولوجيا العالية (صناعة الفضاء والطاقة النووية). كما تنتشر مناطق صناعية أخرى بالجنوب خاصة قرب مناطق استخراج الحديد ومراكز توليد الطاقة.
ІІ – تشهد روسيا مجموعة من التحولات تمس مختلف المستويات:
1 ـ التحولات على المستوى التنظيمي والمجالي:
- مرت التحولات التنظيمية بروسيا بثلاث مراحل أساسية:
à مرحلة النظام الاشتراكي (1917- 1985): بنجاح الثورة الروسية اندمجت روسيا في إطار إتحاد سوفياتي فيدرالي اشتراكي، تميز بهيمنة الحزب الوحيد وتأميم وسائل الإنتاج وإعطاء الأولوية للصناعات الأساسية.
à مرحلة نظام البريسترويكا (1985- 1991): تميزت بظهور رابطة الدول المستقلة وبداية دمقرطة الحياة السياسية وفتح المجال للقطاع الخاص مع إنشاء التعاونيات الاقتصادية وإتباع سياسة الشفافية.
à مرحلة نظام السوق : مع بداية سنة 1991 تعرض الاتحاد السوفياتي للتفكك وظهرت دولة روسيا الاتحادية، حيث عملت الدولة على نهج سياسة الخوصصة بتحرير الأسعار والأجور والسماح بحرية إنشاء المقاولات وإلغاء مساعدات الدولة للمقاولات.
- عرفت روسيا تحولات مجالية مهمة، فبعد أكثر من 70 سنة من الاندماج في إطار الاتحاد السوفياتي، ظهرت سنة 1989 رابطة الدول المستقلة التي ضمت 12 بلدا مستقلا حلت محل النظام الفيدرالي للاتحاد وشكلت روسيا محور هذه الرابطة، كما شكلت أستونيا وليتونيا وليتوانيا مجموعة دول البلطيق التي انضمت للاتحاد الأوربي سنة 2004.
أدت مجموعة من العوامل الداخلية والعالمية إلى تفكك رابطة الدول المستقلة سنة 1991 وظهور روسيا كدولة مستقلة تميزت بكونها أكبر وأوسع بكثير من باقي الدول المستقلة الأخرى.
2 ـ التحولات على المستوى الاقتصادي والديمغرافي:
- شكل الاتحاد السوفياتي نموذجا للاقتصاد الاشتراكي المبني على التوجيه والتخطيط المركزي والتنظيم التعاوني إلا أن تفكك النظام الفيدرالي سنة 1991 نتجت عنه تحولات اقتصادية كبرى بعد الاتجاه نحو اقتصاد السوق والمبادرة الحرة.
عرف الإنتاج الصناعي تراجعا ملحوظا مما أثر على مؤشر الناتج الوطني الخام، كما تراجعت مناصب الشغل في المؤسسات العمومية وشبه العمومية في حين خُلقت مناصب شغل جديدة في القطاع الخاص الذي تطور على حساب القطاع العام بعد دخول رؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار بالبلاد.
- تعرف نسبة التكاثر الطبيعي بروسيا تناقصا مستمرا منذ سنة 1992 بسبب تراجع مؤشر الخصوبة إلى أقل نسبة بأوربا، كما عرف أمل الحياة انخفاضا كبيرا بسبب ارتفاع معدل الوفيات الناتج عن تقهقر النظام الصحي وانتشار الأمراض والإدمان عن الكحول والحرب في الشيشان وكل هذا أدى إلى تراجع نسبة الفئات النشيطة.
ІІІ – تواجه روسيا مجموعة من المشاكل:
1 ـ المشاكل الاجتماعية:
بفعل التحولات العميقة التي يعرفها الاقتصاد الروسي بفعل الانتقال من نظام اشتراكي توجهه الدولة إلى نظام ليبرالي يعتمد اقتصاد السوق وتحرير الأجور والأسعار، أصبح المجتمع الروسي يعيش مجموعة من المشاكل كانتشار البطالة وتراجع التغطية الصحية وتفاوت مستوى الدخل الفردي ما بين المناطق الشرقية والشمالية التي ترتفع بها الأجور بسبب ظروف العمل الصعبة بمناجم استخراج البترول، وبين المناطق الجنوبية الغربية التي تنخفض بها الأجور لانتشار المدن الكبرى حيث ترتفع الكثافة السكانية وتتوفر اليد العاملة الرخيصة.
2 ـ المشاكل البيئية:
بالإضافة إلى المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي أصبحت تعيشها روسيا، فإن البلاد أصبحت تعرف مشاكل بيئية حقيقية بسبب سرعة حركة التصنيع وغياب مراقبة فعلية للجهات المسئولة، وعدم وجود استراتيجية واضحة للتنمية المستدامة. ومن هذه المشاكل: تراجع الغطاء الغابوي، تدهور الأرض والتربة الزراعية، تلوث الهواء ومخلفات الصناعات الكيماوية و انتشار مراكز تكرير البترول خاصة بالمناطق الصناعية الكبرى.
خاتمـة :
رغم المشاكل التي تواجهها روسيا بفعل التحولات الكبرى التي تعيشها، فإنها تحاول مواجهة هذه التحديات.
|