الجاليات المسلمة في الغرب
كيف تشكلت الجاليات؟
وجود الجاليات الإسلامية في المجتمعات الأوروبية يعود إلى منتصف القرن الماضي، وبدا حديثاً وكأن هذا الوجود يهدد التوازن المجتمعي في هذه المجتمعات الأوروبية. أنا باسم الجمل في مهمة خاصة في البحث في طرق التعايش التي تحاول هذه الجاليات تلمّسها للتعايش مع المجتمعات الأوروبية التي تعيش بينها سواء من حيث الاندماج في هذه المجتمعات أو الذوبان فيها.يوجد في فرنسا أكبر جالية إسلامية في أوروبا، غالبيتهم العظمى من دول المغرب العربي وإفريقيا.حي باربيز في العاصمة الفرنسية غالبية سكانه من المسلمين العرب والأفارقة، يعيشون في باريس لكن فواصل كثيرة تفصلهم عن المجتمع الفرنسي محلاتهم الخاصة، دكاكينهم الخاصة، مقاهيهم، ومطاعمهم خاصة أيضاً، والمسجد ساحة التجمع، كل منهم يستخدم لغته، هم يعيشون في المجتمع ولكن خارج مفاصله وخلف أبوابه.[شابان يبيعان دخان مارلبورو ويتذمران أمام الكميرا]لا يشكل هؤلاء السواد الأعظم من الجاليات، لكنهم عينة لا بأس بها ممن علقوا على حدود المجتمعات التي تحاول صد الأبواب ضد من لا يملك مفاتيح الدخول إليها.
6 ملايين مسلم في فرنسا
الشيخ ضوء مسكين (مسؤول جمعية النجاح الخيرية - باريس): الإحصائيات الرسمية تعترف بستة ملايين، يعني هذا الذي يقال في الإعلام وأنا أتصور أن الأمر أكثر من ذلك، يعني ما في إحصائيات رسمية، لكن التقديرات بأن الجالية بحدود 6 ملايين، الجالية مع أصولها التي أخذت جنسية يعني، لأنه أحياناً الإحصائيات تقتصر على من لم يأخذ الجنسية، والآن أكثر الناس هنا قد دخلوا في الجنسية هؤلاء لا يحسبونهم من الأجانب لأنهم أخذوا الجنسية لكن لو حسبنا المسلمين من أصول إسلامية يعني التقديرات تقول ست ملايين ولكن قد تكون أكثر من ذلك.باسم الجمل: الشيخ ضوء مسكين تونسي الأصل، هاجر إلى فرنسا في بداية ثمانينات القرن الماضي ويعتبر من أعمدة الجالية هناك، حيث واكب مراحل تطورها منذ الثمانينات.الشيخ ضوء مسكين (مسؤول جمعية النجاح الخيرية - باريس): الجالية مرت بجملة من الأطوار، كان الجيل الأول جاء للعمل لم يصطحبوا عائلاتهم وبعضهم ترك الهوية والبعض حافظ على صلاته في حدودها الضيقة. ثم بعدهم لما صارت الجالية تستقر بعائلاتها وتصطحب الزوجات ويولد الأبناء هنا، أو جيء بهم من هنالك، صار التفكير في وجود المصليات والمساجد واللحم الحلال وبعض المأكولات الحلال وغير ذلك.باسم الجمل: كان ذلك علامات استقرار الجاليات في المهجر، والبحث عن مكان في المجتمعات الجديدة، ولكن رغم المدة الزمنية التي مرت على تشكل الجاليات الإسلامية في أوروبا فإن الكثيرين من أبنائها ما زالوا يعانون من أزمة هوية وأزمة انتماء ثقافية وتوزع في الولاءات بين الوطن الجديد ووطن المنشأ.د. جواد غانم (مسؤول حقوق الإنسان - مؤسسة الخوئي): هناك صعوبة وتباين بين المجتمعات، بين مجتمع نامي متقدم متطور منفتح، كما هو في حال المجتمعات الغربية، وبين مجتمع الآن بادئ بالنهوض رغم محاولات النكوص التي تجتاحه من بعد إلى آخر.باسم الجمل: هذا التباين في الثقافة وأزمة الهوية دفع الكثيرين من أبناء الجالية الإسلامية إلى التقوقع والانعزال ومحاولة خلق أطر اجتماعية أصبحت فيما بعد جيوباً معزولة على أطراف العواصم وأبقتهم على هامش المجتمعات التي يعيشون فيها.تختلف الآراء حول أسباب عدم الاندماج، نواف التميمي مدير تحرير جريدة العربية لندن المحلية يرى أنه لا وجود لجالية إسلامية متجانسة وإنما نتحدث عن خليط من الجاليات وإن اشتركت بنفس المعتقد الديني، وأن على هذا الخليط المسمى جالية إسلامية أن يبحث عن روابط مشتركة في داخله قبل الاندماج مع الآخر.
الجالية المسلمة خليط من الثقافات
نواف التميمي (رئيس تحرير - جريدة العربية لندن): لازم نعترف بمسألة كتير مهمة أنا نحنا بنحكي عن جالية إسلامية تحت هذا الاسم يعني هناك خليط من البشر وهناك خليط من الثقافات اللي همّ في أصولهم عامل الدين أوكيه عامل مشترك ما بين هذه الجاليات الإسلامية، ولكن هناك عوامل ثقافية وعوامل اجتماعية خلفيات وأصول بتمنع إلى حد ما أن يكون فيه اندماج ما بين هذه الجالية نفسها.حسين السكافي (كاتب): واحد من الأسباب اللي تمنع أو تخفّض أو تقلل من الاندماج هو أن الموجودين هنا خاصة الجالية الإسلامية تشعر أن المجتمع اللي هي فيه أو الدولة الحاضنة لها هي الأقوى، هذه نقطة مهمة دائماً أن يكون العلاقة بين متكافئين يصير الاندماج أسرع ضمن قوانين اجتماعية، لأنه أنا ما أخاف منك وأنت ما تخاف مني باعتبار لا غالب ولا مغلوب، وإنما نحن على.. يعني متوازين بالمستوى الحضاري، لا، أكو عندنا عقدة هو أصلاً اللي يجي لهنا يشعر أنه أكو تمايز، أكو المجتمع اللي هو بأرقى وبالتالي شو يصير، يصير عنده خوف أنه ليش هو صار هالمسألة؟ حتى لا نذوب ونحافظ على الهوية، ليش؟ وهذا أصلاً ما ينطرح لأنه الهوية والحفاظ عليها أكو آلية لا شعورية، الإنسان حينما يتعامل مع أي تجمع أو أي صنف آخر من البشر، مو هوّ مو يقرّر أن يحافظ على الهوية، لا لا بالضبط أكو آلية كما هي الآن إذا تسمح لي مثلاً بين الأفراد.. بالضبط كما هو الدفاع الذاتي البيولوجي أكو ميكانيزم اجتماعي يحفظ لك الهوية من حيث لا تشعر إذا كنت أنت مستقر في داخلك.باسم الجمل: في العام 81 ظهرت أولى البوادر التي سمحت للجالية المسلمة في فرنسا على سبيل المثال بالتعريف عن نفسها مجموعاً وأفراداً. ذلك كان عند استلام اليسار الفرنسي السلطة، حيث نادى بضرورة اعتبار كل الثقافات في المجتمع الفرنسي متساوية، كان الوجود الإسلامي وقتها قد بدأ يتكاثر باضطراب.الشيخ ضوء مسكين (مسؤول جمعية النجاح الخيرية - باريس): لما تكاثر هذا التواجد وجاءت ظروف سياسية مع وصول اليسار سنة 81 صارت الجمعيات معترف بها كذلك لغير مالكي الجنسية الفرنسية، فكثرت الجمعيات الإسلامية كثرة ملحوظة. بعد هذه الجمعيات التي كثرت صار التفكير في موضوع التعليم في مستواه الضيق في المساجد، ثم صرنا نرى التعليم على مستوى المدارس المستقلة عن المساجد التي تدرس نهاية الأسبوع، والآن نحن داخلون في مرحلة جديدة مرحلة التعليم الحر الكامل لكامل الأسبوع.[مشهد لمدرس يلقي درسه بالعربية]باسم الجمل: هنا بدأ الوجود الإسلامي يأخذ شكلاً أوضح، وبدأ الاستقرار يتبدى في كثير من زوايا المجتمع الفرنسي وأنشطته اليومية، ظهرت المساجد وظهرت المدارس، وعلى مر السنين ظهر جيل جديد مقطوع عن أصول الوالدين، هنا يقع التناقض داخل البيت الواحد.
ازدواجية الوطن والدين
د. جواد غانم (مسؤول حقوق الإنسان - مؤسسة الخوئي): فهذه العملية خلقت نوعاً من الازدواجية داخل كل عائلة. كيف يمكن أن نجمع بين مفهوم الوطن وبين مفهوم الدين؟ لأنه للمرة الأولى هناك افتراق بين الوطن والدين، في منطقة الشرق الأوسط هناك تطابق بين الدين والوطن المسلم، وهو يعيش في وطنه مواطناً، أما الآن في حالة الهجرة اختلفت العادات واختلفت الثقافة واختلفت الاتجاهات الفكرية والسياسية فعانوا الأولاد انفصاماً عن آبائهم، وهذه الحالة موجودة بشكل ومستشرية.باسم الجمل: نتيجة استشراء حالة الانفصام هذه والتنازع بين هوية وطن الوالدين ووطن الميلاد والتعلم حار البعض فيما يختاون، هناك من اختار هوية وطن اللجوء والاندماج فيه، وآخرون انعزلوا وتقوقعوا على أنفسهم خوفاً من الآخر على الذات.الشيخ ضوء مسكين (مسؤول جمعية النجاح الخيرية - باريس): من المسلمين من أراد أن يندمج اندماجاً ما أضاعه عن كل بأصوله ويفتخر بذلك، ومن المسلمين من تكمّش وربما تقوقع وبالغ في هذا التقوقع مما يوصل إلى التطرف أحياناً، والتعريفات التي تعطيها لوسائل الإعلام للرجل المندمج الذي يثنى عليه ليست هي التعريفات التي تعجبنا كمسلمين، الإعلام كان يثني على المنفتح وعلى المندمج، وهو الذي تخلى عن دينه، حقيقة بقي الإعلام ووسائل الإعلام تركز على هذه النقطة، نحن ركزنا دائماً على أن الاندماج يكون أن القادم الجديد تكون له قيمه ومبادئ جديدة تتفاعل مع قيم البلد لتكون نافعة.باسم الجمل: إبراهيم حجيج ولد في فرنسا لأبوين جزائريين عمره 38 عاماً يقول أنه مواطن فرنسي بكل ما تحمل الكلمة من معنى.إبراهيم حجيج (نائب رئيس بلدية أوبرافيل - باريس): أعتبر نفسي فرنسياً كامل الحقوق، لأنني ولدت في هذا البلد الذي أعيش فيه ودرست وأعمل فيه، صحيح أنني أنتمي إلى الديانة الإسلامية، ولذلك أعتبر نفسي فرنسياً مسلماً، ولكن قبل كل شيء أنا فرنسي، لأنني أعيش في بلد فيه الدولة والدين الكنيسة غير متصلات، أو كما نقول منفصلان، والديانة تدخل في الحيز الخاص للفرد لذلك أنا أولاً فرنسي أدين الإسلام.باسم الجمل: يعد إبراهيم نموذجاً من نماذج اندماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية، فهو اختار شكل الانصهار الكلي في المجتمع وثقافته، عمل في السياسة فانخرط في صفوف الحزب الاشتراكي الفرنسي وانتخب عنه نائباً لرئيس بلدية طوبار فيليه. في الآونة الأخيرة قرر إبراهيم تعلم اللغة العربية ويعتبر ذلك شيئاً من العودة إلى الجذور.إبراهيم حجيج (نائب رئيس بلدية أوبرافيل - باريس): في صباح كل يوم سبت أذهب إلى ثانوية روسيت لتعلم اللغة العربية هناك لأنني أحب السفر إلى الدول العربية، ومن المهم معرفة اللغة العربية للتواصل مع الناس هناك، وكذلك قررت تعلم هذه اللغة لأنها لغة آبائنا والرجوع إلى الجذور كما نقول زيادة على ذلك اللغة العربية جميلة.[فاصل إعلاني]
معوقات الاندماج في المجتمعات الأوروبية
باسم الجمل: رغم السنين الطويلة لوجود الجاليات الإسلامية في أوروبا، فإن اندماج هذه الجاليات في المجتمعات الأوروبية ما زال بعيداً عن التحقق، وأن هناك إرهاصات أولية جادة على هذه الطريق، فما السبب الذي يعيق حدوث مثل هذا الاندماج؟د. جواد غانم (مسؤول حقوق الإنسان - مؤسسة الخوئي): هناك لا زال الكثير من القادمين من بلدان الشرق الإسلامي يعيشون حالة تخلف، يعيشون عدم حصول على ثقافة وعلى وعي يؤهلهم للاندماج مع الحياة، فتسوق لهم أفكار التشدد بأغلفة دينية وبدعاية دينية ثم يتطور العمل نحو تكفير الآخر ثم يتطور بعد أكثر، الدعوة لنفيه وقتله وإقامة البديل التي هي إما دولة الخلافة أو دولة الإمامة أو دولة الإسلام أو أي صيغة من الصيغ الدينية.نواف التميمي (رئيس تحرير - جريدة العربية لندن): فتجد مثلاً بأن الإنسان العربي هو مندمج في حياته اليومية يتعاطى مع المجتمع البريطاني بكل تفاصيله، وهو يعرّف نفسه أحياناً بأنه بريطاني عربي قبل أن يكون عربي بريطاني. ولكن تشعر أحياناً يشعر بنوع من عدم الارتياح لسياسة بريطانيا لسياسة هذه الدولة اللي هو اكتسب جنسيتها أو اكتسب مواطنتها عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية أو بسياسة بريطانيا تجاه القضايا العربية وانحياز مثلاً السياسة البريطانية إلى ما هو غير متوافق مع المصالح العربية. هون بيخلق نوعاً من الصراع عند هذه المهاجر.باسم الجمل: هناك تفاوت بين قيم المجتمعات الأوروبية نفسها وكذا نظرتها للآخر، وهذا ما يقود إلى تحديد الدرجة التي يكون هذا الآخر مقبولاً لديها. فمثلاً لكي يكون الآخر مقبولاً في المجتمع الفرنسي عليه أن يتبنى القيم والثقافة الفرنسية بل والذوبان فيها كما يقول الشيخ ضوء مسكين.الشيخ ضوء مسكين (مسؤول جمعية النجاح الخيرية - باريس): فرنسا في العموم تنظر إلى المندمج هو الذي تبنى الثقافة الفرنسية والثقافة كانت غالبة وكانت المنهج الاستعماري كان يريد أن يدمج المنهج الاستعماري لم يكن اقتصادياً وسياسياً بالدرجة الأولى، وإنما كان ثقافياً بالدرجة الأولى وأهم شيء في البعد الفرنسي هو البعد الثقافي.باسم الجمل: أما في المملكة المتحدة مثلاً فإن المجتمع البريطاني يؤمن بأن التعددية الثقافية هي سبيل ناجع لضمان بناء مجتمع يتعايش مع نفسه وإن تعددت ثقافاته وأعراقه كما يقول الدكتور يونس التيباز الذي يعمل مستشاراً صحياً في بلدية هاكني في لندن.د. يونس التيباز (مستشار صحي - بلدية هكني): المجتمع البريطاني مجتمع متعدد الثقافات ومجتمع متعدد الديانات كمان، الدين الإسلامي يعتبر من أكبر ديانات الأقليات العرقية في بريطانيا والقوانين البريطانية تكفل لنا حرية مزاولة العبادة، ممارسة العبادة، وتكفل لنا الحرية الثقافية.د. جواد غانم (مسؤول حقوق الإنسان - مؤسسة الخوئي): هناك صعوبة بالغة في عملية الاندماج يعني الآخر أيضاً غير متعود على الطرف المقابل القادم أو المهاجر الذي جاء إليه، هناك حركات عنصرية لا يمكن أن يكون مجتمع خالي يرحب بك دائماً، وإنما لعوامل خاصة هو قابلك في هذا المجتمع عليك أن تتلاءم مع قيم هذا المجتمع، هذه القاعدة العامة. الاستثناء هو وجود حركات رافضة للمهاجرين وللآخر المختلف، وهذه الحركات في بقايا النازية وفي الأحزاب الوطنية المتشددة أو اليمينية حتى البعض يذهب إلى نزعات عصبوية تستعمل العنف ضد المهاجرين وتقوم بعمليات كما شاهدنا.باسم الجمل: واقع الأمر أن تغيراً قد طرأ على المجتمعات الأوروبية خاصة بعد الحادي عشر من سبتمبر. وأن النظرة للآخر وخاصة المسلم أصبحت تشوبها ظلال شك وريبة وإن يبدو صعباً التعميم هنا.حسين السكافي (كاتب): إذا أردت أن تحافظ على خصوصيتك يجب أن تكون شمولياً أكثر أو تكون متوسعاً أكثر، ليش لأنك أنت إذا وضعت حداً لخصوصيتك هذا الحد ينتهك، بس أنت إذا وسعت الرينج، وسعت دائرة وجودك بالتالي أنت هنانه هي هنانه محافظتك تبدأ، ولذلك أنا ضد فكرة أن الانعزال والانكفاء بحجة الذوبان أو عدم المحافظة بالعكس، كلما توغلت أكثر وحصلت مسافة أكبر بالاختلاط والاندماج كلما تحصنت أكثر.باسم الجمل: الشمولية في النظرة كي تتسع للآخر تشكل القاعدة الذهبية للجاليات الإسلامية إن أرادت حياة متساوية في المجتمعات الأوروبية، ولكن ذلك يحتاج إلى وقت لإعادة صياغة الكثير من مفاهيم الجاليات عن المجتمعات الأوروبية.
الاندماج ممكن للأجيال التالية
د. يونس التيباز (مستشار صحي - بلدية هكني): الجيل اللي ولد هنا طبعاً هو الأكثر قدرة على الاندماج في المدارس البريطانية هناك 400 ألف طالب من أبناء الجالية الإسلامية، وفيه مدارس إسلامية عددها تقريباً 700 في بريطانيا هذه في مدارس نهاية الأسبوع، وفيها تقريباً 100 ألف طالب يترددون على هذه المدارس والاندماج طبعاً لا محال منه لأنّا نحن جزء من المجتمع البريطاني ولكن واجب علينا أن نحافظ على ثقافتنا وعلى عاداتنا وعلى تقاليدنا وعلى هويتنا وعلى ديننا.باسم الجمل: ولغرض ترسيخ مفهوم الشمولية واحترام الآخر، أنشئت جريدة العربية لندن التي يديرها نواف التميمي، والهدف كما يقول هي لإتاحة الفرصة أمام الفرد المسلم أن يعرّف عن نفسه للمجتمع البريطاني، وفي نفس الوقت يعرف المجتمع الذي يعيش فيه.نواف التميمي (رئيس تحرير - جريدة العربية لندن): نحرص دائماً على تعريف الجريدة العربية في لندن أو لوكال أريبيا في بريطانيا بأنها جريدة بريطانية، نرفض بأن توصف بأنها جريدة عربية، هي جريدة بريطانية تعنى بشؤون العرب في بريطانيا أو البريطانيين العرب، وهدفها أساساً خلق نوع من جسر التواصل ما بين الجالية العربية أو العرب المقيمين في بريطانيا والمجتمع بشكل عام.باسم الجمل: يرى البعض أن اندماجاً جماعياً للجاليات الإسلامية في أوروبا لن يحدث ذلك أمر صعب بسبب مكونات الجاليات أولاً ومن ثم بعض العوائق الموضوعية في المجتمعات الأوروبية، ولكن في نفس الوقت فإن الاندماج قد يحدث على مستوى فردي، الفرد الذي ينجح ينطلق في المجتمع وسيلقى أبوابه مفتوحة أمامه، ماجد من مواليد بريطانيا من أصول باكستانية يعمل في شركة للمحاسبة في لندن منذ عدة سنوات يعتبر نفسه بريطانياً مسلماً ويرى أن الطريق مفتوح لأي فرد في المجتمع البريطاني بغض النظر عن معتقده الديني لأن ينجح ويتطور، يفيد ويستفيد، ويقول أن اندماج الفرد يعتمد على نجاحه أولاً، وأنه لا عيب في الإبقاء على هويتك الخاصة في إطار مجتمع متعدد الثقافات.ماجد رضا (شركة دي لويت - لندن): لا عيب في الإبقاء على هويتك الخاصة أنا مسرور للاندماج في المجتمع البريطاني والقيام بالعمل الذي أقوم به ولكن بنفس الوقت أنا فخور بهويتي ولن أحاول كي أبدو إنجليزياً أو التظاهر بأني أبيض ولا أريد التظاهر بأني لست مسلماً، أنا مسلم وسأخبر كل من يسألني بذلك.باسم الجمل: يقول ماجد أنه ليس بالضرورة إرسال أطفاله في المستقبل إلى مدارس إسلامية، وأنه سيرسلهم إلى مدارس خاصة لاعتقاده أن التعلم هناك أفضل، لكنه يشدد على ضرورة تعريف أطفاله بمبادئ الإسلام ومن ثم ترك الخيار لهم في المستقبل لاختيار ما يرونه مناسباً لحياتهم. اندماج ماجد في المجتمع البريطاني مع الحفاظ على هويته، واندماج إبراهيم في المجتمع الفرنسي وفق قوانين المجتمع الفرنسي ذاته، فإن الاثنين يحلمان بالعيش في مجتمعات متعددة الثقافات والأعراق. تجمعها الإخوة الإنسانية وأن يبقى تدين الفرد وعلاقته بالخالق أمراً خاصاً وشخصياً بغض النظر عن اللون والعرق طالما أن الجميع ملتزم بنفس القيم الإنسانية التي هي جوهر الدين عند الإنسان.
|